ماري سليمان مغنية لبنانية من مواليد بلدة كفر شيما، تأثرت بالأجواء الأدبية والفنية وبمن سبقها من عمالقة التلحين والغناء والشعر من أبناء بلدتها. كان والد ماري صاحب صوت حنون كان ما إن يبدأ إنشاد أغاني الموسيقار محمد عبد الوهاب حتى تنهمر الدموع من عينيه. شقّت طريقها الفنيّة محافظةً على الأصالة في الأداء والدقّة باختيار كلمات والحان الأغنيات التي أنشدتها حتى غدت خلال فترة قصيرة من الزمن مطربة من كبار مطربات هذا الشرق العربي، وأصبح يتكرر على لسان الاعلاميين مثل جورج إبراهيم الخوري ان ماري سليمان لو ولدت في مصر, لكان أوّل من تبنّاها فنيّا الموسيقار محمّد عبد الوهاب لأنها اسمهانية النكهة. تلقّت علومها في مدرسة " راهبات الأنطونيات " في كفرشيما. تفـتحت موهبتها أثناء التراتيل الدينية في المدرسة. وكان لتشجيع خطيبها, الذي أصبح زوجها فيما بعد, والمعلمات في المدرسة عام 1980 للاشتراك في برنامج التلفزيون اللبناني " ستديو الفن ", الذي يشرف على اعداده الاعلامي رشاد بيبي, الأثر الكبير في مسيرتها الفنية وذلك بالرغم من طفولتها إذ لم تكن قد اكملت السادسة عشرة من العمر. تقدّمت وفازت عن فئة الأغنية الكلاسيكية للحضور والصوت معا وقدّمت أثنائها رائعة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب " في يوم وليلة ".بدأ جلياً منذ فوزها عام 1980 نجاحها وانتشار اسمها حين شاهد المتابعين أمسية برنامج استديو الفن الذي فازت فيها بالمرتبة الأولى عن محافظة جبل لبنان. كان هذا النجاح الكبير الذي حققته في ستديو الفن والتشجيع من العائلة حافزاُلها للانضمام إلى المعهد الموسيقي واستكمال علومها الموسيقية إلى جانب التوجيهات من فنان مخضرم ترك بصمات كبيرة في تاريخ الأغنية اللبنانية والعربيّة وهو الملحن والناقد الساخر سامي الصيداوي أحد مؤسّسي الأغنية اللبنانية والمولود سنة 1913 الذي تربطه قرابة بوالدة ماري, في رصيدها اليوم 9ألبومات غنائية.
غابت ماري سليمان عن الساحة الفنية سنوات طويلة، لكنها عادت من جديد في صيف 2006 عبر شركة روتانا التي أنتجت لها ألبومها بكرا منشوف.
كانت عضو في لجنة تحكيم لجوائز الموركس الذهبية عام 2011، حيث قدمت في حفل تسليم الجوائز دويتو مع الفنان وائل كفوري حمل عنوان "شو قيمة النظرة" بأداء رائع أعاد إلى الساحة السؤال عن سر غياب هذا الصوت.